صدر عن مؤسسة الشرق الأوسط الإعلامية كتاب جديد بعنوان " قاراباغ: الطريق إلى النصر" من تأليف الدكتور إميل رحيموف.
ويأتي هذا الكتاب المعنون بـ:" قاراباغ: الطريق إلى النصر"، ليسجل ما عاشتها أذربيجان في تاريخها الحديث والمعاصر، قصة شعب واجه أبشع أنواع العدوان والاحتلال، إلا أنه ظل صامدًا قويًا في مواجهة كل هذه التهديدات والتحديات، ومحافظًا في الوقت ذاته على سيادته واستقلاله وهيبة دولته، فالشعب الأذربيجانى شعب ساهم كثيرًا في صنع الحضارة الإنسانية بعلمائه ومفكريه وباحثيه المتخصصين في مختلف فروع المعرفة، فهو شعب مسالم يرفض الحرب والعدوان والاعتداء، يسعى إلى السلام والأمن والاستقرار، يُعلى من قدر الحرية والكرامة الإنسانية، يُسهم في تحقيق الرخاء العالمي والسلام الإقليمي.
ولكن الحقيقة في بعض الحالات، أن السعي إلى تحقيق السلام وإرساء قواعده وأسسه لن يأتي إلا عن طريق الحرب، خاصة إذا كان خوض هذه الحرب مفروضة على الطرف الداعى دومًا للسلام. هذا ما ينطبق بجلاء على الحرب الأخيرة التي خاضتها أذربيجان ردا على استفزازات عسكرية قامت بها أرمينيا في أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة منذ نحو ثلاثين عامًا. حيث رفضت أرمينيا خلال هذه المدة الطويلة الاستجابة لأية مبادرات دولية أو إقليمية هدفت إلى إحلال السلام في جنوب القوقاز بانسحابها من الأراضى الأذربيجانية امتثالاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولقرارات مختلف المنظمات الدولية والإقليمية التي طالبت أرمينيا باحترام القرارات الدولية وقواعد القانون الدولى.
ومن نافل القول إنه بدلاً من أن تستجيب أرمينيا للقرارات الدولية وترضخ للقواعد القانونية وتلتزم بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضى جوارها الجغرافى، استمرت أرمينيا في عدوانها على الأراضى الأذربيجانية؛ ذلك العدوان الذى تكرر خلال العام الماضى مرتين؛ الأولى في شهر يوليو 2020 حيث تمكنت القوات المسلحة الأذربيجانية من صد عدوانها، لتخفق أرمينيا في تحقيق هدفها من عدوانها، ثم تكرر هذا العدوان مرة أخرى في 27 سبتمبر من العام ذاته رغم ما كان يواجه العالم خلال هذا العام من تفشى جائحة كوفيد 19، إذ لم تراع أرمينيا تداعيات تفشى هذه الجائحة ومخاطرها التي هددت العالم بأسره، وهذا هو ديدان أرمينيا في سياستها تجاه جيرانها، فالتاريخ يسجل في صفحاته منذ الاستقلال الأول لجمهورية أذربيجان في عشرينيات القرن المنصرم، وكذلك في استقلالها الثانى في تسعينيات القرن ذاته، استغلال أرمينيا للظروف للقيام بعدوانها، وهذا ما حاولت تكراره اليوم مستغلة ظروف جائحة كوفيد 19.
ولكن، كانت القوات المسلحة الأذربيجانية في أوج استعدادها وجاهزيتها ليس فقط لوقف هذا العدوان وإنما لتحرير أراضيها المحتلة. وقد نجحت أذربيجان في تحقيق نصر عسكري تشهد ببراعته مختلف الأكاديميات العسكرية والخبراء العسكريين في العالم أجمع بأن ما تحقق يعكس رؤية قائد وبسالة جندي وصمود شعب، مع دعم إقليمى ودولى لأذربيجان لاستعادة أراضيها المحتلة تطبيقًا للقرارات الدولية التي تعطى المشروعية القانونية والشرعية السياسية للدولة الأذربيجانية في اتخاذ ما تراه كفيلاً لوقف العدوان واستعادة الأرض المحتلة.
تلك هي قصة الكفاح الأذربيجانى ضد العدوان الأرميني والتي يسجل أحداثها الكتاب الذي يتشرف المؤلف بأن يضعه بين يد القارئ، ليقف على حقيقة الأوضاع التي عاشتها أذربيجان على مدار ليس فقط الأربعة والأربعين يومًا عمر المعركة الحربية الأخيرة، وإنما على مدار نحو ثلاثين عامًا اتخذت أذربيجان خلالها كافة وسائل التقدم والعلم من أجل بناء دولة قوية قادرة على حماية أراضيها وبسط استقلالها على كامل ترابها.