2020-07-24

​سياسيون وإعلاميون في ندوة افتراضية يحذرون من التداعيات الخطيرة للاعتداءات الأرمينية على الأراضي الأذربيجانية

لقاهرة (يونا) - حذر عدد من المحللين السياسيين والإعلاميين، من التداعيات الخطيرة للاعتداءات الأرمينية على الأراضي الأذربيجانية، ليس على أذربيجان وحدها، وإنما على الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز وبحر الخزر وشرق المتوسط، فضلاً عن تهديد إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وذلك على خلفية الهجمات التي تشنها القوات الأرمينية منذ 12 يوليو الحالي على منطقة توفوز الحدودية الأذربيجانية.
وشدد المشاركون في الندوة التي نظمها أمس ـ عبر برنامج زووم ـ مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة أذربيجان بالعاصمة المصرية القاهرة، وأدارها الكاتب الصحفي المصري محمد طلعت، نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، على ضرورة الحشد الدولي عبر محافل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والقارية، للتصدي للاستفزازات الأرمينية، وكشف مخططاتها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وتهديد مصادر الطاقة العالمية، وفضح عدوانها وانتهاكاتها للأراضي الأذربيجانية، وتدميرها للتراث الإنساني والإسلامي، خاصة في منطقة إقليم قاراباخ الجبلية التي تحتلها.
وتطرق المستشار الإعلامي للسفارة الأذربيجانية في القاهرة الدكتور إميل رحيموف، إلى الاستفزازات الأرمينية الأخيرة على الحدود الأذربيجانية في اتجاه توفوز. مؤكدا أن أرمينيا تنتهك باستمرار وقف إطلاق النار بين البلدين، ولم تنفذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهذا الشأن.
 ودعا رحيموف، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغط على أرمينيا لإجبارها على الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية المحتلة. مشيداً بمواقف البلدان الصديقة والشقيقة على دعمها السياسي لأذربيجان. 
وتحدث رحيموف عن قوة الجيش الأذربيجاني وقال: إن قواتنا المسلحة قادرة على الدفاع عن حدودنا ورد المعتدين الأرمن. مشيراً إلى أن بلاده أصبحت دولة قوية في المنطقة وعلى الساحة الدولية غير أنها تتمسك بالخيارات السلمية في استعادة أراضيها، كما أنها تتعاون بشكل وثيق مع دول المنطقة والعالم بهذا الخصوص.
من جانبها تحدثت الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ، عن موقف أذربيجان العادل في دعم وحدة أراضيها وسيادتها على أساس القرارات والمقررات التي اتخذتها المنظمات الدولية، كما دعت أرمينيا إلى حل النزاع سلميا وليس باللجوء إلى الوسائل العسكرية والاستفزازات، بل بالالتزام بمحادثات السلام.
وأشار الأستاذ بجامعة حلوان المصرية ومدير المركز الثقافي المصري بأذربيجان سابقا الدكتور عادل درويش، إلى وجود العديد من الاستفزازات والانتهاكات من قبل أرمينيا بحق الشعب الأذربيجاني وأراضيه، حيث احتلت أرمينيا ما يعادل 20% من مساحة أذربيجان الدولة المسالمة.
ودان درويش بشدة الاستفزاز العسكري الأخير لأرمينيا، وذلك بالاعتداء على منطقة توفوز ومن قبل منطقة قاراباخ الجبلية والمناطق المحيطة بها، التي تبعد عن العاصمة باكو حوالي 270 كيلو مترا. لافتاً إلى أن الاعتداءات الأخيرة من قبل أرمينيا هي للتغطية على فشل الإدارة الأرمينية داخليًا، وكذلك للتغطية على عدم تنفيذها للقرارات الصادرة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بضرورة إنهاء احتلالها للأراضي الأذربيجانية المحتلة.
ولفت درويش إلى الحملة التي أطلقها الزعيم الأذربيجاني حيدر علييف بخصوص العدالة الغائبة في "مذبحة خوجالي" التي نفذتها القوات الأرمينية بمساندة سوفيتية في 25 فبراير عام 1992 ستظل حاضرة في أذهان الجميع، لأنها جريمة بحق الإنسانية جمعاء، وقد قامت سفارة أذربيجان في القاهرة بإعداد وعرض فيلم وثائقي عن هذه المذبحة.
 كما تحدث في الندوة السكرتير الثاني للسفارة الأذربيجانية في المملكة العربية السعودية الدبلوماسي عمران صادقوف، حيث أكد أن هذا العدوان الأرميني الأخير تم في وقت حساس لأذربيجان وللعالم أجمع المنشغل بالتكاتف لمواجهة جائحة كورونا. مشيراً إلى أن منظمة التعاون الإسلامي قد دانت بشدة الاستفزاز العسكري الذي ارتكبته أرمينيا في اتجاه منطقة توفوز في 12 يوليو الحالي. مشيداً بمواقع الدول الإسلامية الداعمة لبلاده ومنها المملكة العربية السعودية التي أصدرت سفارتها في باكو بياناً أكدت فيه وقوفها مع أذربيجان في ذلك، وتمسكها بمواقف منظمة التعاون الإسلامي الداعمة للحق الأذربيجاني في استعادة أراضيها وحماية حدودها، وهي من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان والتي لم تفتتح  سفارة لها في أرمينيا بسبب العدوان العسكري لأرمينيا حيث اظهرت السعودية موقفا مبدئيا وعادلا بشأن أذربيجان. 
 وشدد صادقوف على أن موقف الدول من الصراع الأرمني الأذربيجانى ينبغي تحديده على أساس سيادة القانون وعدم احتلال أراضي الدول الأخرى، مشيداً بجهود اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) في التعريف بقضية قراباخ الجبلية وكشف الاعتداءات الأرمينية.
 من جانبه تحدث رئيس الشؤون الخارجية باتحاد وكالات أنباء دول بمنظمة التعاون الإسلامي حازم عبده حول المساندة المتواصلة من منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها لأذربيجان في صراعها مع أرمينيا وقال: إن أذربيجان انضمت إلى عضوية المنظمة في عام 1992 وفي أول قمة عقدت بعد ذلك في عام 1994 في الدار البيضاء بالمغرب، كانت قضية قاراباخ الجبلية على مائدة القمة التي دانت بشدة عدوان أرمينيا على أذربيجان، واعتبرت القمة أن الأعمال التي ترتكب ضد السكان الأذربيجانيين في الأراضي الأذربيجانية المحتلة جرائم ضد الإنسانية، وطالبت بضرورة التنفيذ الصارم لقرارات مجلس الأمن الدولي أرقام 822و853و874و884 على الفور وبدون شروط، والانسحاب الكامل من جميع الأراضي الأذربيجانية، وأكد مؤتمر القمة تضامنه ودعمه الكاملين للجهود التي تبذلها حكومة وشعب أذربيجان للدفاع عن بلدهما.
وأضاف عبده: إن هذه القضية ظلت حاضرة وبقوة في كل أعمال وقمم المنظمة وشكلت فريق اتصال خاص بها معني بها وحثت القمة الإسلامية الأخيرة في مكة المكرمة في مايو 2019 الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ القرارات ذات الصلة لحمل أرمينيا على الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
 ودعا رئيس الشؤون الخارجية باتحاد "يونا" إلى ضرورة جعل قضية الاعتداءات الأرمينية على الأراضي الأذربيجانية حاضرة بقوة في مختلف وسائل الإعلام لكشف أبعاد هذا العدوان وجرائمه بحق الشعب الأذربيجاني وبحق التراث الحضاري والإنساني والديني في الأراضي التي تحتلها من أذربيجان، وذلك عبر عقد لقاءات متواصلة مع الإعلاميين في مختلف دول العالم الإسلامي، واستمرار نشر الخلفيات والأبعاد التاريخية لهذا العدوان.
 وشدد مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية المصري الدكتور أحمد طاهر على الحاجة إلى دعم جاد من المجتمع الدولي ومزيد من الضغوط على الدولة المعتدية لتسريع تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني في إقليم قارباخ الجبلية، كما دان بعض الدول التي تبيع أسلحة إلى أرمينيا.
 وقال شيخعلي علييف رئيس القسم العربي في وكالة أنباء أذربيجان الرسمية "أذرتاج": إن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في إعلام الجمهور بالأحداث الأخيرة على خط الجبهة، وكذلك على الحدود الأذربيجانية الأرمينية. لافتاً إلى أن وكالة الأنباء الأذربيجانية التي تبث أخبارها وتقاريرها بثماني لغات قد ساهمت في الكشف عن المعلومات المضللة والأخبار المزيفة التي تم تداولها في أعقاب الاشتباكات مع القوات المسلحة الأرمنية وقامت بتوفير معلومات موثوقة ودقيقة للجماهير المحلية ووسائل الإعلام الأجنبية حول هذا العدوان.
وتحدث الباحث والإعلامي الدكتور جمال المجايدة، حول سبل الوصول إلى الحل السياسي للصراع بين أذربيجان وأرمينيا وقال: لابد من العمل من أجل الجلوس على مائدة مفاوضات من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاع بين أرمينيا وأذربيجان من أجل الوصول إلى ضمان إنهاء احتلال الأراضي الأذربيجانية وقف الاعتداءات الأرمينية على أذربيجان واستعادة الاستقرار في المنطقة التي تعد نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في شرق المتوسط وجنوب القوقاز.
من جانبه تناول الباحث والأكاديمي المصري الدكتور أحمد عبد اللطيف الأبعاد الاقتصادية في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان وما يمثله ذلك من تهديد لمصادر الطاقة العالمية وحركة التجارة العالمية، وما له من تداعيات سلبية على عمليات التنمية في المنطقة بأسرها.

كما شارك في الندوة رئيس قسم الشرق والغرب بمعهد الدراسات الشرقية بباكو الدكتور محمد علي بابيشلي، ورئيس إدارة التعاون الدولي بمعهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية جولار خانوم قفقازلي، اللذان عرضا رؤاهما حول هذا الموضوع. مشيرين إلى أن أذربيجان جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي وتحتاج إلى دعم سياسي من الدول الإسلامية، كما شددا على أن سياسة أرمينيا للتقارب مع العالم الإسلامي هي خطتها الخبيثة التي تهدف إلى إخفاء جرائمها بتدمير الآثار التاريخية والثقافية والدينية الإسلامية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة. مشددين في الوقت ذاته على ضرورة أن يتذكر العالم العربي الإسلامي سياسة العدوان الأرمينية على أذربيجان وعدم اتخاذ موقف محايد في العلاقات مع أرمينيا.  
 ((انتهى))
ح ع/ ح ص

Search in archive